كيف غيرت صناعة السينما مع المنصات الرقمية مثل نتفليكس
شهدت صناعة السينما خلال السنوات الأخيرة تحولات جذرية بفضل صعود المنصات الرقمية مثل نتفليكس، أمازون برايم، وديزني بلس. هذه المنصات لم تقتصر فقط على عرض المحتوى، بل أصبحت اليوم من أكبر المنتجين وصناع القرار في عالم الفن السابع، مما جعلها لاعباً أساسياً في إعادة تشكيل تجربة المشاهدة.
1. نهاية الاحتكار السينمائي التقليدي
كانت دور العرض السينمائية لعقود طويلة هي الوسيلة الوحيدة لمشاهدة الأفلام الجديدة. لكن مع انتشار الإنترنت وظهور المنصات الرقمية، بات الجمهور قادراً على مشاهدة أحدث الأفلام من منازلهم، في نفس وقت العرض العالمي تقريباً. هذا التغيير أجبر شركات الإنتاج الكبرى على إعادة التفكير في استراتيجيات التوزيع.
2. إنتاج ضخم ومتنوع
أصبحت المنصات الرقمية منافساً شرساً لهوليوود من خلال إنتاج مئات الأفلام والمسلسلات سنوياً بميزانيات ضخمة. تنوع المحتوى ما بين أفلام الأكشن والدراما والرومانسية والوثائقية جعل هذه المنصات أكثر قدرة على تلبية جميع أذواق الجمهور.
3. وصول عالمي
واحدة من أهم مزايا المنصات الرقمية أنها لا تعترف بالحدود الجغرافية. فعندما تُطلق نتفليكس فيلماً جديداً، فإنه يُعرض في أكثر من 190 دولة في نفس اليوم، وهو ما لم يكن ممكناً في نظام السينما التقليدي.
4. تغيير في سلوك المشاهدين
أصبح الجمهور اليوم أكثر ميلاً للمشاهدة حسب الطلب (On-Demand). فلم يعد عليهم الالتزام بمواعيد عرض معينة أو الانتظار لشهور لمشاهدة فيلم معين. بل بات بإمكانهم التحكم الكامل في وقت وطريقة المشاهدة.
5. دعم المواهب الجديدة
المنصات الرقمية منحت فرصة ذهبية لصناع السينما المستقلين والمواهب الجديدة لعرض أعمالهم أمام جمهور عالمي. فبدلاً من الاكتفاء بعرض محدود في المهرجانات، أصبح بإمكان هذه الأعمال أن تحقق شهرة واسعة عبر نتفليكس وأخواتها.
6. التحديات التي تواجه السينما التقليدية
مع كل هذه المميزات، تواجه دور العرض السينمائية تحدياً كبيراً يتمثل في جذب الجمهور مرة أخرى. لذلك بدأت بعض دور السينما في تقديم تجارب جديدة مثل شاشات IMAX، المقاعد التفاعلية، والخدمات الفاخرة لإعادة إغراء المشاهدين بالعودة.
الخاتمة
يمكن القول إن المنصات الرقمية لم تقتل السينما، لكنها بالتأكيد أعادت تشكيلها. فقد منحت الجمهور حرية غير مسبوقة، وخلقت منافسة قوية بين العروض التقليدية والرقمية. المستقبل سيكون بلا شك مزيجاً بين الاثنين، حيث يظل سحر الشاشة الكبيرة قائماً، لكن مع تزايد الاعتماد على الراحة والمرونة التي تقدمها المنصات الرقمية.